في 22 آذار/ مارس عام 1960، سجل كلٌّ من آرثر شافلوف وتشارلز تاونس براءة اختراعهما الجديد المسمى "الليزر". وكلمة ليزر هي اختصار لجملة إنكليزية ترجمتها باللغة العربية "تكثيف الضوء بالراديو". وبعيداً عن التعقيدات، فإنَّ مبدأ هذا الاختراع يقوم على جمع الحزم الضوئية وتكثيفها ضمن حزمة واحدة تحمل مقداراً من الطاقة يمكن استخدامه في المجالات المختلفة. ومع أنَّ جهاز الليزر الأول كان بسيطاً جداً ويشابه إلى حدٍّ ما لعب الأطفال، إلا أنَّ مبدأه في ذلك الزمان كان شيئاً ثورياً. إذ أمكن به تحويل شيءٍ غير مادي إلى شيءٍ مادي. وتتميز أشعة الليزر بأنَّها طول طول موجي قصير ممّا يجعلها مناسبةً للأعمال الدقيقة، كاستخدامها في مجالات الطاقة الذرية وفي صناعة الآلات الدقيقة وقياس المسافات حتى آخر فاصلة. كما يمكن استخدامها في الطب. إذ تمَّ ابتكار ما يسمى "المشرط الليزري" الذي يتميز بآلية قطعٍ دقيقةٍ ونظيفةٍ للأنسجة ودون أن يترك أثراً كما تفعل أدوات الجراحة التقليدية. هذا ما عدا استخدام تطبيقات الليزر في تقنيات الطباعة. هذا إلى جانب تطبيقات أخرى يصعب حصرها هنا.
هذا وتخبئ أهمية الاختراع المذكور وراءها أضراراً لم يتمَّ الانتباه إليها في البداية. فأضرار الليزر على العين، وإمكانية تسببه بالإصابة بالسرطان، دفعت الولايات المتحدة الأميريكية إلى وضع معاييرها الوطنية الخاصة بها والمتعلقة بهذا الشأن. فمن ذلك ما قامت مصلحة الطيران الأميريكية من تحديد حدٍّ أدنى لاستخدام الليزر من المحطات الأرضية تجاه الطائرات المدنية، وذلك منعاً من إصابة الطيارين بالعمى المؤقت الناتج من تعرُّضهم له. هذا في الوقت الذي تعمل فيه الجهات المسؤولة في العالم العربي على صياغة تعريفٍ موحدٍ لليزر واستخداماته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق